هي
شاء القدر أني لم اراها لعدة شهور , حاولت نسينها ولكن لم أوفق ,طيفها لم يغادرني ولو لحظة كانت ساكنة بمخيلتي كان تفكيري ووقتي كأنهما ملكها وكثيرا من الأحيان أثاء شرودي كانت تفرض علي أوقات قاسية تمزقني وتلحقني بألم رهيب ...
وفي الحقيقة كنت أنا الذي تركتها ,وأنا الذي تسببت بتعذيب نفسي و قطعت علاقتي بها وكنت على يقين أن هذا الأمر ليس بهيّن وانه خطير في نفس الوقت .
في وقتها كنت أمر بأصعب امتحان الفراق فيهرب النوم مني أقضي ليالي بيضاء من الإرهاق وكثير من التّعصب ...يا لها من تجربة قاسية !!
وكم ذرفت من دموع خلسة وكم رميت من مناديل ورقية مبللة ليست بقطرات بل كلمات يصعب الإفصاح عنها وجلدت نفسي كثيرا من أجلها ... وكثيرا ما كنت أتسأل لما أكون أمشي في الشارع أو اتجول عما تفعله الآن فتنتابني صورها في عدة لقطات من صور الحياة
لم أكن قادر على الواصلة بدونها لقد اشتقت لها , وتركت في نفسي فراغا رهيبا استدركته بعد فوات الآوان يالها من خيبة !!!
و أخيرا فعل الزمن فعلته مع قدري حاولت نسينها ولم أستطع تقبل غيابها عن أعيني وتفكيري ومع ذلك قسوت على نفسي أشد قساوة وفرضت عليها أن احترم هدوءها وخصوصيتها وعدم إزعاجها فحذفت رقم هاتفها محاولا نسيان رائحتها المميزة وكره حتى عينيها ولم يحدث هذا كذلك ...
واليوم بالتأكيد فقد حل مكانها الشاغر شيء ما والمكان الذي تركه لقد افتقدها بشكل رهيب
وذات مساء التقينا صدفة كانت تحدق بعينيها نحوي فوقفت جامدة ,فاندهشت لرؤيتها ونزعت نظاراتي الشمسية مستفهما من نظراتها ووقفت مستقيما دون أن أتحرك وبدون أن أجد القوة و الجرأة للتحدث معها. غير انها كانت محرجة تهرب بعينيها من عيني بوجه شاحب ممزوج ببتسامة كاذبة ...
من باب الاحترام ، لم أتحدث معها ، فلم أكن أعرف ردة فعلها لهذا الموقف وما ذا كانت ستفعله وما يمكن توقعه في تلك اللحظة . تركتها وذهبت دون النظر إليها ...
كنت أعلم أنني أخطات في حقها فخسرت كل شيء
أنا وحدي ومعزول ، لم أعد أعرف أين هي ...
لا أعتقد أنني سأراها مرة أخرى.
سأستمر في افتقادها
تعليقات